"من لم تصبهُ نار الحرب طالتهُ شراراتها" هكذا وصف محمد مهاوش حال أسرته القاطنين في منطقة غافرة بمديرية الظاهر الحدودية غرب صعدة، آخر القرى اليمنية المطلة على الحدود السعودية.
يقول "محمد" وهو رب اسرة مكونة من تسعة اشخاص منهم طفله "عماد" البالغ من العمر 4 أعوام، ولد في سنون الحرب التي لم تضع اوزارها بعد، منهكا مريضا ويعاني من تكسرات في الدم(الثلاسيميا) ويحتاج الى السفر شهريا لتلقي العلاج في مستشفيات العاصمة صنعاء.
يؤكد "محمد" ان الحرب اجبرته على النزوح الى إحدى القرى الأكثر امنا من قريتهم، واضطر لانفاق كل مدخراته وباع ما يملكه من اصول لأسرته في علاج طفله الصغير وشقيقه الذي يعاني من حالة نفسية سببتها الحرب.
يحكي "محمد" تفاصيل قصة بدأت فصولها بطفل ولد من رحم الحرب مريضا ضعيفا منهكا، وشقيقاً اصيب بحالة نفسية نتيجة لذلك الواقع الأليم، فالأسرة التي تقطن في منطقة غافرة القريبة من المواجهات العسكرية المحتدمة على خطوط التماس، لم تكن بمنأى عن حالة الخوف والرعب لقصف الطيران والقصف المدفعي المتواصل هناك، ناهيك عن تدني في مستوى خدمات التغذية والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية التي استهدفها الطيران كما يقول محمد.
لتحكي عن فصل اخر من المعاناة مع النزوح، فحالة القصف المستمر للقرى الحدودية اليمنية وما تخلفه من اضرار مادية وبشرية ناهيك عن اضرار اخرى يسببها الخوف والرعب التي يعيشها قاطني منطقة غافرة الحدودية، والتي من ضحاياها شقيقة الاصغر "احمد " وهو شاب في الثلاثين من عمره، اصيب بحالة نفسية ولازال يعاني منها حتى الان.
اشتعل راس "محمد مهاوش" شيبا وتجاعيد وجهه تشير الى انه قد بلغ من العمر عتيا، على الرغم انه لميكمل العقد الخامس من عمره، وهوواحد من المئات من الاسر التيانهكتها الحرب واضناها المرض.
اطلعت اللجان المجتمعية التابعة لمؤسسة يمن تنمية عن حالة اسرة "محمد مهاوش" وتم الرفع بالحالة الى المركز المجتمعي وتم التحقق منها.
تعمل المساعدة النقدية متعددة الأغراض المقدمة من قسم الحماية في المركز المجتمعي بالمؤسسة بشكل كبير في إنقاذ الأشخاص الذين تتعرض حياتهم لخطر جسيم، ففي مطلع شهر يوليو 2021 كان محمد مهاوش واحد من (2067) أسرة مستفيدة من صرف الدفعتين الثانية والثالثة من المساعدات النقدية متعددة الاغراض التي نفذتها مؤسسة يمن تنمية YDF، بتمويل من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين(UNHCR).
تمكن محمد من شراءالعلاج لطفله وشقيقه بعداستلام مساعدته النقدية، وكله املاٌ في ان تتوقفالحرب، وان يشفا مرضاه وتنتهي معاناته والى غير رجعة.