الحاج يحيى صالح.. حكاية أسرة شردتها الحرب
أغسطس /2021م
كان له منزل يأويه وماءاً يرويه ورزقا يكفيه.. لم يفكر يومًا انه وأسرته سيغادرون منزلهم المتواضع.
تلك حكاية الحاج "يحيى صالح احمد" الذي يبلغ من العمر (60) عام، هو وزوجته وأطفاله الأربعة، لكن الحرب التي لم تضع اوزارها بعد، خلفت الالاف من الضحايا وتركت الكثير من الاحزان والالم والمعاناة والنزوح والتشرد.
أجبر "يحيى صالح " على النزوح من منطقة بني معاذ في مديرية سحار بمحافظة صعدة التي تعرضت لغارات جوية مكثفة كما يقول "الحاج يحيى" منذ منتصف العام 2015م، لتبدأ معها رحلة من المعاناة والبحث عن الأمان في ظل حربا لم تنتهي بعد، وقد دخلت عامها السابع.
ترك "الحاج يحيى" كل شيء خلفه وغادر الى إحدى الملاجئ التي يتجمع بها النازحين في إحدى مدارس منطقة الطلح بذات المديرية، والتي تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، ليجد نفسه عاطلا عن العمل يعاني كثيرا لتوفير الغذاء والدواء لأسرته.
فالمدرسة التي لجئ إليها مع عدد من الاسر، لم يكتمل إنشاءها قبل نزوحهم اليها، وكانت عبارة عن مبنى لم تستكمل ترميماته الداخلية ويفتقر الى خدمات المياه والصرف الصحي وعدم توفر النوافذ وابواب للبناية،
ما فاقم من معاناة أسرة "الحاج يحيى" فقد وصلت إلى مكان غير مألوف، ولا تمتلك شيء.. لا مأوى ولا أثاث ولا طعام ولا ملابس ولا شيء من مقومات الحياة، كان وأُسرته ينامون على أرضية مدرسة مفتوحة الأبواب والنوافذ عدا قليل من قطع الموكيت المهترئة حسب قولة.
أحالت اللجان المجتمعية التابعة للمؤسسة في مديرية سحار أسرة "يحيى صالح" و16 اسرة أخرى كانت تقيم بذات المدرسة الى المركز المجتمعي للنازحين، وبعد تقييم احتياجات تلك الاسر تدخلت مؤسسة يمن تنمية وبتمويل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتم صرف مساعدات نقدية متعدد الأغراض للأسر المقيمة في المدرسة ضمن الدفعتين الرابعة والخامسة التي صرفت خلال يونيو ويوليو 2021م، حيث حصلت كل اسرة على مبلغ 120 ألف ريال بالإضافة الى صرف حالة مساعدات ايوائية وحالة مساعدات مأوى لكل اسرة، استفاد منها 108 شخص منهم 20 رجل، و25 امرأة، و28طفل، و35 طفلة.
وتتضمن حقيبة الايواء على الفرش والبطانيات وحقيبة مطبخ ومجموعة من الاواني ومستلزمات المطبخ والنظافة، كما تحتوي حالة المأوى على مكونات خيمة مع كافة تجهيزاتها.
ستعمل حالتي الايواء والمأوى والمساعدة النقدية التي حصل عليها "الحاج يحيى" على تخفيف معاناته وحمايته وأسرته.