فاطمة.. قصة تشرد ومعاناة وحرمان
أغسطس /2021م
فاطمة الوقيدي ام لستة أطفال، اجبرتها الحرب على النزوح من صنعاء الى صعدة، بحث عن حياة كريمة، تسببت الحرب في انقطع فرصة عمل زوجها ما جعلهم غير قادرين على توفير تكاليف الايجار لشقة تقيهم حرارة الشمس وغيث السماء.. لينتهي بهم الحال في زاوية حوش مكشوف في ضواحي مدينة صعدة.
تفترش فاطمة واطفالها الأرض وتلتحف السماء، لا شيء يحميهم من حرارة الشمس وقطرات السماء، عدا القليل من القطع البلاستيكية والطرابيل المهترئة، ودون أدني خصوصية لها او لأولادها، بالإضافة الى عدم وجود مكان يضعون عليها رؤوسهم لينامو بهدوء واطمئنان.
تقول "فاطمة الوقيدي" ان سوء حالهم جعلها ترسل اطفالها وزوجها للعمل في تحميل المركبات على الرغم ان هذا العمل أكبر من أجسادهم النحيلة، وحرموا من التعليم من اجل توفير ابسط مقاومات العيش، إلا ان سوء الوضع لم يمكنهم من توفير قيمة ايجار شقة، ما دفع صاحب المنزل لإخراجهم من الشقة، التي كانوا قد لجئوا اليها، الى احد الاحواش المكشوفة..لاتخفي فاطمة الألم والحسرة الذي يعتصرها عندما تجد اطفالها يرتعدون مساءا من شدة البرد وقطرات المطر التي تغرق الملجأ الذي يقيمون فيه، تقول فاطمة (لا اجد ما احمي به أطفالي عدا البكاء والتضرع الى بوقف المطر).
تعرفت اللجان المجتمعية في مدينة صعدة على حالة "فاطمة" ورفعت بها الى المركز المجتمعي لنازحين التابع لمؤسسة يمن تنمية الشريك المنفذ للمفوضية السامية للاجئين بصعدة، ونزل فريق التقييم لمسح وتقييم وضع الاسرة، وتم منحهم مساعدة نقدية طارئة متعددة الأغراض، مقدارها 122 ألف ريال ضمن أنشطة مشروع الحماية الذي تنفذه مؤسسة يمن تنمية عبر المركز المجتمعي للنازحين والممول من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
تمكنت فاطمة من توفير بعض المتطلبات الأساسية لأسرتها، واسهمت المساعدة النقدية في تحسين أوضاع الاسرة وحمايتهم.. تساعد المنح النقدية المقدمة للنازحين والمتضررين من الحرب وفئات الضعف المجتمعية، على انقاذ الأرواح والحماية لفئات الضعف، خلال شهري يونيو ويوليو 2021م تمكنت يمن تنمية وبتمويل من (UNHCR) من صرف منح نقدية طارئة لـ 94 أسرة في صعدة، استفاد منها 765 شخص منهم (151) رجل (159) و(226) طفل و(229) طفلة.